جريمةٌ تهزُّ الوجدان: طفلةٌ رضيعةٌ تُفترَس، وصرخةُ عدالةٍ تدوّي
16 juillet 2025Nouakchott-Ouest : une lueur d’espoir grâce au projet « Vie de l’enfant »
16 juillet 2025فاجعة هزت القلوب: صرخة « حواء » تدوي في سكون الليل… حلمٌ يُدفن، وعدالةٌ لن تنام!
فاجعة هزت القلوب: صرخة « حواء » تدوي في سكون الليل… حلمٌ يُدفن، وعدالةٌ لن تنام!
في زوايا حي « نتك » الشعبي، بمنطقة الميناء في قلب العاصمة نواكشوط، استفاقت المدينة فجر الخميس الماضي على كابوس لم يمحُ وقعه من الذاكرة. جريمة بشعة اهتزت لها الأركان، وراحت ضحيتها زهرة يانعة، الشابة « حواء تراوري »، التي لم تتجاوز ربيعها الثامن عشر. ويا لقلب الأم المكلوم! كانت تحمل في أحشائها بذرة أمل لم يكتمل نموها بعد شهرين، حياة جديدة تطفو على سحابة من الألم.
حواء، التي غادرت منزلها مساء الأربعاء، لم تكن سوى ذاهبة لفحص روتيني، لتباشر أمومتها بصحة وعافية، مفضلةً ألا تزيد من عناء زوجها العائد من يوم شاق. خطوة بريئة، تحولت إلى رحلة بلا عودة، وصمتٌ مطبق من هاتفها، غلّف قلوب أهلها بالقلق والذعر الذي لا ينام، وظلّ شبح الفقد يطارد كل نبضة في صدورهم.
وبينما كانت ساعات الانتظار تمضي كأنها دهور، جاء الصباح يحمل معه صدمة قاسية، اتصال من رقم ابنتها، دعا الأم المكلومة إلى منزل مهجور يقطنه عزاب، ليُكشف الستار عن مشهد لا يمكن للعين أن تصدقه، ولا للقلب أن يحتمله: جثة حواء ممددة، مغطاة بقطعة قماش، صرخة صامتة تشق سكون الصباح، وتُفطر القلوب قبل الفجر.
في لحظات الفزع الأولى، لم تكن أسرة « حواء » وحيدة في مواجهة هذا المصاب الجلل. فقد مدت رابطة النساء معيلات الأسر يد العون فورًا، بقيادة الرئيسة منة منت المختار، التي تابعت القضية من اللحظات الأولى، مع جينابا جالو، النقطة المركزية للرابطة على مستوى السبخة، و المرشدة الاجتماعية على مستوى المحكمة الجنوبية، عزة منت أحمد الملقبة وردة، ومحامي المنظمة. لقد ساندوا الأسرة في محنتها، ورافقوهم خلال مراحل التشريح ، وحتى مراسم الدفن المهيبة التي وُوريت فيها أحلام شابة في مقتبل العمر.
وبعد أن وُوريت « حواء » الثرى، باشرت السلطات تحقيقًا دقيقًا، لتكشف خيوط الجريمة التي قادت إلى حقيقة صادمة: الجاني سنغالي الجنسية، فرّ إلى السنغال بعد فعلته الشنيعة، بمساعدة من شقيقه الذي لم يمهله القدر كثيرًا، حيث أُودع السجن اليوم بعد اعترافه بتقديم يد العون للجاني على الفرار.
وما يزيد الفاجعة ألمًا، هو أن « حواء » كانت قصة نجاح بحد ذاتها، وشعلة أمل أضاءت دروبًا مظلمة. ففي إطارِ نشاطات مشروع « تعزيز العدالة الشاملة بمراعاة النوع »، الهادفِ إلى إعادة الدمج الاجتماعي للأطفال في اتصالٍ مع القانون، وبتمويلٍ سخيٍّ من التعاون الإسباني و »أرض الرجال الإسبانية »، وبتنفيذٍ مُلهمٍ من رابطة النساء معيلات الأسر و »أرض الرجال لوزان »، استفادت المغدورة من تمويل ورشة للخياطة كانت قد حققت نجاحًا باهرًا. لقد أشرفتْ رابطة النساء معيلات الأسر، بكل فخرٍ واعتزازٍ، على افتتاحها ضمن مشروع « حياة الطفل في اتصال مع القانون ». لم تكن مجرد ورشة خياطة عادية، بل كانت نقطةَ تحولٍ حقيقيةٍ في حياتها، و فرصةً ذهبيةً للانطلاق نحو الاستقلال والاعتماد على الذات، حلمٌ كبيرٌ تبدد في لحظة غدر. رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته.
من قلب الألم الذي يعتصر الفؤاد، تتعهد رابطة النساء معيلات الأسر بالمضي قدمًا، بثبات وعزيمة لا تلين، حتى تأخذ العدالة مجراها كاملاً، ويسلَّم الجاني للقضاء الموريتاني. فدماء « حواء » الطاهرة ليست هباءً، وصرختها ستظل تدوي في سكون الليل، تذكّر الأمة بأن حقها لن يضيع، وأن العدالة لن تنام، حتى ينال كل ظالم جزاءه.

Voir les statistiques et les publicités
Toutes les réactions :
6Vous et 5 autres personnes
8 commentaires
2 partages
J’aime
Commenter
Partager